رالوكا سشاشتر، ماذا يحدث حينما تتناول المضادات الحيوية؟
رالوكا سشاشتر، ماذا يحدث حينما تتناول المضادات الحيوية؟
المُضَادّات الحيوية: Antibiotics
واحدة من أكثر العقاقير انتشاراً في العالم المعاصِر.
قد بات الدليل والإثبات على مدى الأذى الذي تتسَبَّب به هذه العقاقير، ظاهِراً منذ فترة من الزمان.
لقد أدّى الإستعمال الروتيني للمضادات الحيوية إضافة إلى مَزْجِها ووضعها في طعامك إلى عوارض جانبية خطيرة وجادّة. عوارض تؤدي وبشكلٍ كبير جداً إلى التأثير على صحة كلّ إنسان وسلامته.
هناك سياقات يكون بإمكان المضادات الحيوية أن تُنقِذ حياة الإنسان فيها، لذا فهي لها سياقها ومكانها الخاص لاستعمالها.
إلا أنّ تحويلها من كَوْنها تُستَخدَم ضمن سياقات محددة بدقة وعَرَضية إلى استخدام مُوَسَّع ودائم بل وأسوء من هذا، إستخدامها كمقياس للعلاج الوقائي، للإنسان والحيوان، فإنّ هذا ضرب من ضروب الجنون التام الذي يظهر بمظهَر الإبادة.
المضادات الحيوية كعقاقير بوصفات طبية:
يقلق الناس للغاية في هذه الأيام متى ما أصيبوا بعدوى بسيطة. يريدونها أن تتركهم وترحل لحالها بأقصى سرعة ممكنة وبأيّ ثمن. يريدون راحة فورية على حساب صحة مُدَمَّرة لباقي الحياة.
لكن العدوى العامة أو الشائعة بين الناس لا تساوي المضادات الحيوية. أجسادنا لا تعمل بهذه الطريقة.
إن الجهاز الهضمي بأكمله، مَطلي بطبقة بكتيرية تؤمِّن حاجزاً مَنيعاً ضدّ أي جسم غريب يحاول الدخول، والطعام الذي لم يتم هَضمه، الطفيليات والسموم. وإنه من الخطر أن يتأذّى هذا الحاجز المخاطي المَطلي.
تعمل هذه الباكتيريا النافعة التي تحمي جدار القناة الهضمية ضدّ الكائنات الدقيقة الحية المُسَبِّبة للأمراض الغازية أيضاً، من خلال إنتاج مواد شبيهة بالمضادات الحيوية، مضادَّة للفطريات والفيروسات. جميعها تشارك جهاز المناعة لأجل تهيئة إستجابة مناسبة في وَجه الدُّخلاء.
إنّ النبيت الجرثومي المعوي الفطري الخاص بكل فرد منّا لديه مقدرة جيدة على إزالة مفعول المواد السامة من طعامنا والبيئة من حولنا، وعلى تعطيل الهستامين (مركب عضوي نيتروجي حيوي)، وعلى إزالة المعادن الثقيلة وسموم أخرى. مرة أخرى، فإنّ جميع هذا ممكن ما دام الحاجز سليم.
إنه وبدون نبيت جرثومي معوي يعمل بطريقة سليمة، فإنّ جدار القناة الهضمية لا يصبح مجرداً من الحماية فقط، ولكنه سوف يعاني من سوء التغذية أيضاً.
إنّ الوظائف المتعدّدة إضافة إلى الدور الهام لحاجزٍ مخاطي سليم، والنبيت الجرثومي المعوي السليم صحياً، جميعها تشكِّل جذور صحّتنا. ببساطة، لن يكون بإمكاننا النمُوّ بدون جهازهضمي صحي وسليم.
ما هو الواقع في هذه الأيام؟ أعداد كبيرة من البشر لديها نبيت جرثومي تالِف والذَّنْب الأكبر في هذا يعود للمضادات الحيوية.
تقدِّم الطبيبة ناتاشا كامبل ماكبرايد مُلَخَّصاً لأبحاث عن أكثر التأثيرات الصحية المُدَمِّرة التي تُعتَبر المضادات الحيوية أحد الأسباب المباشِرة فيها:
تدمير البكتيريا النافعة في الجسد البشري، ليس فقط داخل القناة الهضمية بل في غيرها من الأعضاء والأنسجة.
تغيير البكتيريا والفيروسات والفطريات من حميدة إلى مريضة، مانحةً إياها القدرة على غزو الأنسجة والتسبُّب بالمرض.
جَعْل البكتيريا مقاوِمة للمضادات الحيوية بحيث يتطلَّب الأمر من مؤسسات صناعة الأدوية العمَل على تصنيع مضادات حيوية جديدة أقوى وأقوى لأجل مهاجمة هذه البكتيريا المُتَغَيِّرة الجديدة. إنّ مرض السلّ هو مثال جيد على هذا إذ أنّ استخدام المضادات الحيوية قد خلق أنواعاً جديدة من أمراض السلّ المتفطِّرة التي تقاوِم جميع أنواع المضادات الحيوية الموجودة.
تأثير مؤذي ومباشِر على جهاز المناعة ما يجعلنا عُرضة لمزيد من أنواع العدوى، الأمر الذي يُدخِلنا بدوره في دوائر مفرغة تدفعنا إلى تناول المزيد من المضادات الحيوية وبالتالي إلى مزيد من العدوى.
وبما أنّ الأطفال تولَد بنبيت جرثومي معوي عقيم، فإنّ عمل الأم الضروري يكون بتمرير صحة أو سلامة قناتها الهضمية/النبيت الجرثومي المعوي إلى طفلها من خلال الرضاعة بالثدي.
لا عجب في أن المشاكل الهضمية آخذة بالتزايد والغدوّ أسوء وأسوء مع كل جيل جديد، إذا أخذنا بعين الإعتبار الصحة الضعيفة لقناة الأم الهضمية وإرضاع الأطفال بواسطة حليب الزجاجة.
إنّ البنسلين وغيره من المضادات الحيوية التي تنتهي ب(سلين) لديها تأثير مؤذي على مجموعتين كبيرتين من البكتيريا الموجودة فينا: لاكتوباسيلي والبايفايدوبكتيريا. إن هذه المجموعات من المضادات الحيوية تسمح للبكتيريا الموجودة عادةً في الأمعاء بأن تنتقل إلى الأمعاء، الأمر الذي يهيِّء الإنسان لملازمة اهتياج في القولون العصبي وغيره من المشاكل الهضمية.
التتراسكلين وغيره مما ينتهي بسكلين، لديه تأثير سام معين على جدار القناة الهضمية من خلال تبديل البُنية البروتينية في الأغشية المخاطية، ما يجعلها مُعَرَّضة للغزو من قِبَل الميكروبات المُسَبّبة للأمراض، وكذلك تبديل جهاز المناعة لأجل أن يهاجم البروتينات المُتَغَيِّرة، بحيث أنها تبدأ بردة فعل مناعية أتوماتيكية في الجسد ضدّ قناته الهضمية الخاصة به.
الأمينوغليكوزيد (جنتاميسين، كاناميسين، إيريثروميسين) لديها تأثير مُدَمِّر على البكتيريا النافعة مثل المكورات المعوية. إنّ الإنخراط في علاج طويل مع هذه الأنواع من المضادات الحيوية بإمكانه أن يحُدّ من مثل هذه البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، ما يتركه مُعَرَّضاً للغزو من قِبل الأنواع القولونية المُمرِضة وغيرها من الميكروبات.
المضادات الحيوية في الطعام:
وتبقى مشكلة المضادات الحيوية في طريقها إلى النموّ، ليس فقط لأنها توصَف من خلال وصفات دوائية، وإنما لسبب وجودها أيضاً في طعامنا التقليدي الموجود في كل مكان.
نحن بهذه الطريقة نتعرَّض للمضادات الحيوية منذ ولادتنا بشكلٍ غير مباشر، كما أنّ تأثيراتها السلبية هي تأثيرات حقيقية.
هكذا يتمّ إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات في المزارع والدواجن، وباستمرار. لذا فإنّ جميع المُنتَجات المُستمَدّة منها (كاللحوم والحليب والبيض) سوف تقوم بمَدِّنا بمضادات حيوية دائمة وببكتيريا مضادة للمضاد الحيوي والتي تطوَّرت ونمَت داخل أجساد الحيوانات، إضافة إلى السموم التي تُفرِزُها هذه البكتيريا.
كما ويقوم العديد من كبار مُنتجي اللحوم والدواجن بتطعيم طعام الحيوانات بالمضادات الحيوية لأجل موازنة مستوى تكاثرها أو سوء تسويقها، إضافة إلى الإسراع في عملية نمُوِّها.
ثلاثون مليون رطلاً من المضادات الحيوية تُباع سنوياً لأجل استخدامها في طعام الحيوانات.
في الواقع، إنّ 70 في المئة من جميع المضادات الحيوية المُباعة في الولايات المتحدة تذهب لأجل وضعها في طعام الحيوانات الصحي.
كما أن المضادات الحيوية يتمّ إضافتها إلى الأسماك التي تتربى في المزارع والمحار إضافة إلى الكثير من الفواكه والخضار والحبوب والبقوليات والمُكسّرات والتي يتم رشَّها بالمضادات الحيوية لأجل السيطرة على المرض.
المُنَظِّفات المُضادة للبكتيريا:
الجراثيم لا تُسَبِّب المرض. فالطبيعة لا تُحاصِر أبنائها بالأعداء أبداً. إنه الفرد وحده هو مَن يقوم بإتاحة الفرصة للمرض حتى يدخل جسده بسبب عادات العيْش السيئة.
هل يتسَبَّب النموس بجعْل المياه آسِنة؟ أم أنّ المياه الآسنة هي مَن يجتذب الناموس؟ يجب أن نتعلَّم جميعنا بأنّ الجراثيم أصدقاء يجذُبها المرض وليست أعداء تتسَبَّب بالمرض.
لقد نشرَت الحضارة الحديثة مفهوماً يقول بأنّ على كلّ شيء أن يكون مُطَهَّراً ومُعَقَّماً.
لكن العديد من الدراسات قد أثبَتت بأن الإستعمال الدائم للمطهِّرات التقليدية والصابون المضادّ للبكتيريا يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة الموجودة على أيدينا، والتي توجد في الواقع لأجل حمايتنا من المرض.
الآن، ما هو دورك أنت أمام كل هذا؟
توَقَّف عن تناوُل المضادات الحيوية مع أول عدوى تتعرض لها، واعتمِد على المضادات الحيوية الطبيعية الآمِنة والفعّالة والقوية والتي لا تملك أعراضاً جانبية. والمُفَضَّلة لديّ هي العَكبر الخام(العكبر أو بروبوليس هو مادة حمضية لزجة تجمعه شغالات النحل من براعم بعض النباتات وقلف بعض الأشجار)، والجريب فروت المُستَخرَج البذور، وزيت المردقوش أو الأوريغانو، وزهرة القنفذية، وعسل مانوكا. حينما تريدون أخذ كورس في المضاد الحيوي الأنتيبيوتيك، ألحِقوه دائماً بكورس عن البروبيوتيك (المتمِّمات الغذائية من البكتيريا الحية) لأجل مواجهة التأثيرات السلبية والحصول على نبيت جرثومي معوي سليم.
إشتري وكُل اللحم والبيض والألبان العضوية أو على الأقل تلك التي لم يُضف إليها مضادات حيوية.
حافظ على نظافتك باستخدام منظفات طبيعية لجسدك ومنزلك، وتحاشى الصابون المضاد للبكتيريا والمواد الكيماوية السامة القاسية. إن مُطهرات كلين وَل Cleanwell رائعة جداً وفعالة بشكلٍ كبير، كما وأنها تأتي في أحجام عديدة، ورائحتها زكية وتدوم طويلاً.
عِش حياة صحية. تناول الطعام الكامل وتحمَّل مسؤولية صحتك الثمينة كي لا ينتهي بك الأمر في نهاية المطاف، في المستشفيات وأماكن العناية التي تجعلك عُرضَة لأمراض لا تنتهي أبداً.
رالوكا سشاشتر، أخصائية تغذية تؤمن بالغذاء الذي لم يتم تعديله وحكمة أسلافنا القدماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق